– السلام عليكم. – وعليكم السلام، على البرزح إن شاء الله. – يااااااه يا أستاذ، والله ولا ليك عليَّ يمين، رجليا ورمت من كتر اللف، عقبال ما خلصت الورق اللي معايا. – معلش، معلش، المهم أنك خلصت الإجراءات كلها. – الحمدلله. – التذكرة بتاعتك مكتوب فيها الكرسي رقم كام. – هو فيه تذكرة هنا في عالم الأموات عشان أركب الأتوبيس. – فيه تذكرة، يا نهار أبيض، هو أنت سياتك لسه ميت قريب ولا أيه. – آه، يا دوبك ميت أمبارح. – قولتلي، هات أيدك. – أتفضل. – والعشرة دول، أنا لسه ماسك التذكرة دي من ساعة، أسألني يا عبد السلام ماشي في إجراءاتها من أمتى. – من أمتى يا عبد السلام – من ساعة ما مت في 67 أيام عبد الناصر، لسه واخدها من ساعة. – معقول. – مش مصدق صح. – أصل اللي بتقوله ده لامؤاخذة جنان. – طيب تؤمن بإيه. – لا أله ألا الله. – والله يا أستاذ أنا شوفت مواويل يتكتب فيها مجلدات. – صادق .. صادق، طيب وأجيب التذكرة أزاي. – أنت الأول ميت حادثة ولا طبيعي. – حادثة. – عملتي تمام، أنا ميت مقتول في الحرب، ولاد الكلب، مشفعش عندهم أني جندي ميت بدافع عن بلدي، أنا قولت أنهم حيعاملوني معاملة خاصة، وقسم محاربين بقى، ده كنت فاكر حيكرموني، أنما أنت في مصر يا أستاذ، في مصر. – أنا كنت فاكر زيك. – تصدق و تؤمن بإيه. – لا أله ألا الله محمد رسول الله. – ده أنا عشان ميت مقتول في الحرب، طلعوا عين أمي، لدرجة أني استغفر الله قولت مموتنيش ليه في حادثة ولا غرقان يا رب، يا أخي عالم سو. – إيه اللي حصل معاك بس. – الأول، قالوا هات كشف طبي أنك ميت ومقتول برصاصة في دماغك، أرفعلهم الخوذة، زي ما أنت شايف أهو. – أيوه صحيح، طلقة الرصاصة خارمة قورتك. – الله ينور عليك، هما يقولولي أبداً، يمكن تكون مزورها، يا عم حسس عليها، شوفها، بتخر دم قدامك أهي، الموظف ابن الكلب راسه وألف سيف لازم أعمل كشف طبي، حاضر يا سيدي، أروح أعمل الكشف الطبي، أروح يا أبويا واقفين أيشي محاربين زي وأيشي ميتين عشان تار، و جرايم تانية كتير، طيب يا ولاد الكلب أعملوا طابور للمحاربين لوحديهم، يقولك لأ، هنا مفيش واسطة محدش أحسن من حد. – وبعدين. – فين وفين عقبال ما جه دوري، قام الدكتور إيه قفل الدفتر، وحلف ما يستقبل حالات تانية، شغال من الصبح، طيب ما تشوفوا غيره، قال إيه. – إيه. – الدكتور التاني بسلامته واخد أجازة، حيشتغلونا, فاكرنا مختومين سياتك، حياخد أجازة يروح فين، حيروح الساحل يعني، ما كلنا أموات، تقول لمين بقى. – شيء مستفز فعلاً. – ده لسه سعاتك استفتاح، يهديك يرضيك يا دكتور واقفين من الصبح، اكشف يا دكتور، تجيبه يمين شمال أبداً، يفوت تلات تيام ويرجع المحروس بسلامته يكشف تاني، ونرجع نقف طابور تاني، من صباحية ربنا لحد العصر، وقال إيه قال خلاص النهاردة، قمت لامؤاخذة معرفتش أمسك نفسي، مسكت فيه، وشتيمة وضرب، ولما الناس سلكوا ما بنا واستهدوا بالله، حلف أنه ما يعملي الكشف ألا آخر واحد، يفوت تلات تيام تانيين عقبال ما جه دوري، اكشف يا عم وأعمل التقرير وخلصني، ينتهي الموضوع على كده. – المفروض. – ومماتك لأ، يقوم بسلامته يبص في الخرم اللى واكل نص قورتي ويقولي: معالمه مش واضحة مقدرش اعتبرها حالة وفاة برصاصة، يا عمي يهديك يرضيك، مهو لابس قدامك أفرول الجيش والخوذة في أيدي، أبداً، طيب الحكاية و الرواية، مفيش. – وبعدين رست على إيه. – قالي لازم تعمل أشعة، يا عم حرام عليك، تعلي صوتك طوتي صوتك مفيش، سلمت أمري لله وروحت على قسم الأشعة أهي دي أخدت فيها ومماتك أسبوع بحاله، الماكنة عطلانة، إخصائي الأشعة في الحمام، حمام إيه ولاد الهبلة ده ميت، ما علينا، أصله نايم، استعباط تاني، واخد أجازة برضو، وهو واحد بس، يعني هو من قلة الميتين، ده أحنا كتير والحمد لله، نهايته عقبال ما عملهالي، قالي أمضيها بقى من الأستاذ صالح في الدور الحداشر، ولازمته إيه، متسألش تطلع تمضيها وأنت ساكت ومنتش فاهم ليه، وهو صالح ده دكتور أشعة، لأ، حتة موظف، طيب ده لو كتبت له يا ريان يا فجل حيفهم، لأ، بس لازم يمضيها، ماشي أمضي يا عم صالح، وحلني عقبال ما عم صالح يمضي، مهو أنت قدامك طابور برضو. – يا ساتر على غبائهم. – صبرك يا أستاذ أمال لما تسمع الباقي حتقول إيه، بقولك من أيام عبد الناصر وأنا ماشي في الإجراءات. – وبعدين. – طيب وبعدين يا عم صالح، روح أختمها من الدكتور النوبطجي، يا عالم نافوخي، قولت أنجز ومقاوحش وأروح أختمها، خد تلات تيام عقبال ما يختمها، ختمها، تمام. – تمام. – أرجع للموظف الأولاني ابن الكلب، أهو الكشف الطبي أهو، وده عقبال ما توصله تاني يجي فيها كذا يوم، مفيش حاجة تخلص في يوم يا أستاذنا. – أكيد مهو أنت في مصر. – الله ينور عليك، قام بص فيها كده كأنها ورقة منتنة لامؤاخذة ويقلب لي شفايفه وكأنه يعني فاهم وعلي النعمة ما هو فاهم حاجة، وبعد ما يقلبها كذا مرة يقولي: إيه ده يا أستاذ، فيه إيه يا عمنا، مكتبولك في التقرير اشتباه في أنك مضروب برصاصة، طيب ودي فيها إيه، يعني لازم تحجز دور عشان تدخل القومسيون الطبي هما اللي يبتوا في إذا كانت رصاصة ولا لأ، ألطم بقى قدامه أعيط أفرفر في الأرض، يقولك اللوايح يا أستاذ، يا عمي يهديك يرضيك مشيها، يقولك ضميري ومقبلش قرش حرام، قرش حرام إيه يا حمار ده أنت ميت، مفيش بتكلم حيطة سد. – دول عليهم غباوة. – وأي غباوة، قصة القومسيون الطبي، دي قصة تانية، أخدت فيها شهرين ونص، القومسيون مش فاضي، القومسيون مشغول، عليه ضغط شغل، تطلع روحك من بعد ما طلعت ومتسألنيش أزاي، تلات تنابل بتوع القومسيون الطبي ومماتك ولا ليك عليٍّ يمين. – صادق، من غير حلفان. – اللي يقولك شاكك في الأشعة، واللي يقولك الأشعة واضحة، بس المتخلف اللي كتب التقرير، طيب رسونا يا أخوانا، هات وخد، هات وخد، يودوك ويجيبوك، ها يا أخوانا، يرسوا في النهاية يكتبوا توصية. – توصية بإيه. – قولتلي بأيه، بأني أتحول للعمليات، يدوروا في الجمجمة على الرصاصة، إن لقيوها يبقى من بختي ونصيبى ملقوهاش، يبقى أرجع أعيد لفة الكشف الطبي، يا سنة سوخا عليِّ يا أما، لا يا جماعة عمليات… عمليات. – يا قوة الله ودخلت العمليات. – هو أنت فاكر يا أستاذ دخول العمليات بالساهل. – أمُال. – أوضة العمليات لا فيها شاش ولا قطن ولا تخدير، طيب والحل، أنزل على الدور الأرضي تحت الأرض، خد دورك عقبال ما يسلموك الشاش و القطن والتخدير، وسلك للغرز. – معقولة الكلام ده. – بقولك حكومة يا أستاذ حكومة. – وبعدين. – مكدبتش خبر، مبقتش أناقش، طرت على الدور الأرضي في المخازن، قسم أدوات طبية، وخدت دوري عقبال ما وصلت، ألاقي الموظف بيقولي فين الطلب الطبي عشان تستلم، طلب طبي إيه وبتاع إيه محدش قالي على الكلام ده، تقولش أكنك شتمتهم، زعيق وقلة أدب وحاجة آخر مسخرة, وأتفضل أرجع تاني لأوضة العمليات خلي دكتور العمليات يملالك طلب طبي بمستلزمات العملية، تفتكر عملت إيه. – مسكت في خناقهم طبعاً أو في خناق الدكتور. – ومماتك أبداً، مبقتش بناقش ولا أعترض، طرت على فوق تاني ويمين بعظيم أبداً، محايلة على الدكتور يكتب لي الطلب وهو يبستفني أزاي مفتكرش أخد الطلب معايا وأنا نازل، طيب يا عالم حعرف منين إجراءاتكم دي، نهايته، سمعت لي كلمتين وكتب لي الطلب الطبي وطرت تاني على المخازن، وقفت طابور تاني ودي فيها كذا يوم سياتك. – لا حول ولا قوة ألا بالله. – عشان مطولش عليك، أخدت مستلزمات العملية وطرت على الدكتور، أتفضل أعمل العملية، يا دين النبي عقبال ما يجهزوا أوضة العمليات ويدخلوك، فوت علينا بكره، فوت علينا بكره، لحد ما دخلتها، أوضة معفنة ريحتها نتنة بعيد عنك. – يا ساتر يا رب. – آه والله العظيم، وقاموا دبوا حقنة التخدير في دراعي من هنا وسمعت الدكتور بيزعق لدكتور التخدير قبل ما أروح في النوم، أن الله يخرب بيتك أديته جرعة زيادة ممكن يموت مننا، قمت أنا قبل ما أغيب عن الوعي، قولت في نفسى: أموت أزاي يا حمار وأنا ميت أصلاً. – آه صحيح. – نهايته، فوقت يجي بعد أسبوع. – ليه كده كفى الله الشر. – أصلي بعيد عنك دخلت في غيبوية والسبب جرعة تخدير زيادة، شوفت أوسخ من كده، دول خريجين طب دول. – لأ طبعاً. – لو صنايعي والله يراعي شغله أحسن من كده. – صحيح. – المهم عقبال ما فُقت وصلبت طولي والحمدلله لقوا الرصاصة. – الحمدلله فرجت. – هيء، مهو أنا قولت زيك كده. – إيه اللي حصل؟ – قال إيه القومسيون الطبي بتقولك الرصاصة مصدية، وملامحها مش واضحة إذا كانت رصاصة فعلاً ولا دي شظية. – لا بجد والله. – والله زي ما بقولك، يا عالم شظية ولا رصاصة، المهم أنها موتتني. – صحيح، مش محتاجة مفهومية. – لأ طلع عندهم لازم لها مفهومية، طيب والعمل يا أخوانا، تروح على المعمل الجنائي، هو اللى يحدد شظية ولا رصاصة. – لا ده أنت تموت أحسن! – وحياتك من كتر الصدمات مت كتير! – ده أنت بقيت خبرة في الموت. – أمُال، أخيراً، الأتوبيس وصل. – يا نهار أبيض، معيش التذكرة. – كان نفسي أقعد أكمل معاك وأحكيلك على الباقي أنما متعوضة مستنيك في البرزخ أبقى أكملك. – تكمل إيه وزفت إيه، قعدت تحكي… تحكي، الله يخرب بيتك لحد ما نستني أجيب التذكرة. – معلش … معلش، حصلت معايا تلات مرات مع ناس كانت قاعدة بتحكيلى اللي حصلهم زي ما حكيت لك تمام، ملحوقة الأتوبيس اللي جاي حيكون كمان سنتين. – الله يخرب بيتك. – أنا ميت يا أستاذ، مفيش بيت يتخرب، أشوف وشك على خير!